خرجت من المنزل اليوم
ووجدت الطريق متوقف والسيارات متجمدة مكانها وتفك تجمدها بين الحين والآخر
لتتحرك مترا كل عدة دقائق , ظننت أن هناك حادثا ما فى الطريق تسبب فى ذلك
وقررت أن أسير مثلى مثل الكثيرين الذين سبقونى إلى المشى سواء لأعمالهم أو
لقضاء مصالحهم , ومر بى فى تلك اللحظة رجل متوسط العمر يتحدث فى الموبايل "
أهو الولاد ماراحوش المدرسة النهاردة , خللى مرسى ينبسط " وتجاوزنى, وكنت
قد وصلت إلى منتصف الطرق ولم تظهر أى إشارة على إنفراجة بل يزداد الأمر
تعقيدا , كان لابد أن أستفسر , وجاءنى الجواب من رجل يقف فى إنتظار أى
وسيلة مواصلات " إضراب للسواقين " أصل مفيش غاز " فقلت لمحدثى لو كان
إضرابا لكان الطريق خال , قال إنهم يقطعون الطريق وهذا هو سبب الإزدحام ,
نظر إلىّ وقال " فيه حاجة جت على بالى دلوقت " وسرح قليلا ثم قال " 30
مبارك و4 مرسى " نظرت إليه ولكنه حول نظره عنى ينظر إلى لا شئ .وأثناء
سيرى كانت وجوه البشر حولى تظهر توابع وعلامات العذاب الذى نعيشه فى عصر
الظلام هذا , قررت العودة وخاصة أن طريق العودة الموازى لم يكن مسدودا
كسابقه وسمعت صوتا ساخطا فى دكان فول وفلافل يقول " حاييجى الأرض , وقريب "
أعرف عن من يتحدث , فهذا هو حديث الناس كلها ماعدا من ينتمى إلى جماعة
الإخوان التى نُكبت بها البلد , ووجدت مكانا فى الميكروباص وما أن جلست حتى
جاءنى صوت السائق " إسكندرية لابسة توب النسوان الأيام دى " وإشترك الركاب
فى الحديث عما يدور وكان رد السائق " لما إسكندرية تبقى زى بور سعيد
والمنصورة والمحلة وطنطا , تبقى رجعت بلد رجالة تانى وتقلع توب النسوان
إللى لابساه . " لا يوجد مكان ذهبت إليه إلا وسمعت حوار الغضب والسخط
والإعتراض من كل طوائف البشر الذى ألتقى بهم وعذاب المعيشة بكل أنواعها ,
فقط مرسى والإخوان ومواليهم هم من لا يشعرون , فهم بالقطع ليسوا مصريين ,
إنهم إخوان .
0 التعليقات:
إرسال تعليق