نعم
أنا لا أكذب فقط وأروج لمشروع وهمى إسمه النهضة , ولا أكذب فقط عنما أشيع
أننى أحمل الخير لمصر بينما حملت لها الخراب فى الحقيقة , ولا أكذب عندما
أقول أننى لا أطمع فى أغلبية برلمانية ثم رجعت فى وعدى وأننى لا أطمع فى
رئاسة ثم تنصلت من قولى , و لاعندما أدعى أننى من المؤيدين للثورة بل من
أبنائها ثم أتآمر مع رجال العهد السابقين ومع العسكر لكى أستحوذ على السلطة
لنفسى وأخون الآخرين , والكثير والكثير والكثير .
أنا
لا أكذب فقط , ولكنى أقتل كما فعلت فى الإتحادية وأطلقت ميلشياتى على
الأبرياء من الثوار الذين خرجوا لحماية ثورتهم , وأنا الذى أحاصر القضاء
ومحكمته الدستورية وأنا أبتسم وأدعى إحترام القضاء , وأنا الذى يسمح لفئة
إرهابية أن تحاصر مدينة الإعلام ولا أوقفها , وأنا الذى يشل أيدى الدولة فى
التصدى لهذا الإرهاب منى ومن غيرى , وأنا الذى يزور عندما سلقت دستورا على
مقاسى فى عدة ساعات , وأزور بفجاجة عندما عرضه للإستفتاء , وأعلن بلا حياء
نتيجة الموافقة عليه رغم الرد الحاسم القاطع الذى أعلنته الجماهير , وأنا
الذى يرسل مليشياته للإعتداء على القضاة ورئيس ناديهم , وأنا الذى يقيل
النائب العام الشرعى وأعين نائبا آخر ينفذ تعليماتى , وأنا الذى قلت على
النيابه العامة وأعضائها أنهم بلطجية وأعتديت على رئيس ناديهم الذى يقف فى
مواجهة إستبدادى , وانا الذى تناسيت دماء الشهداء فى طول البلاد وعرضها
وآخرهم شهداء سيناء والشهداء الذين سقطوا على يدىّ فى محمد محمود
والإتحادية , وأنا الذى فتحت الأبواب لمجاهدى حماس لكى يأتوا إلى مصر لكى
يجاهدوا معى ضد المصريين , وأنا و أنا وأنا , لن تسنطيع أن تحصى أعمالى من
أجل القضاء على مصر وتخريبها ونتائج أعمالى واضحة للجميع .
أنا لا أكذب
فقط , ولا أتجمل أيضا , فلم أعد فى حاجة للتجمل وقد تربعت على السلطة .
وسأخون الجميع وأحارب الجميع وأقصى الجميع , فأنا على يقين الآن أنكم قد
أكتشفتم قبحى , فلم أعد فى حاجة للتجمل فلن يجدى التجمل وعلىّ أن أواجهكم
بوجهى القبيح , فربما تخافوا وتفزعوا وتستسلموا لمصيركم الذى دفعناكم دفعا
إليه , مع أنى أخشى المصير الحتمى بالنهاية , والذى أراه قريبا بعد أن
إنكشفت الوجوه وسقطت أقنعتها , ولهذا ستكون المواجهة أقصى وأشد بكل الأسلحة
, وليس مهما وقتها أن أستشهد بالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية , فهى
معركة مصير , أن أكون أو لا أكون .
كان هذا حديث آخر غزاة مصر من الداخل .