رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ , رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

نساء سافرات ورجال منقبون


أثناء بحثى عن معلومات عن قبيلة نيام نيام وجدت جزءا منها فى مذكرات مصطفى محمود عن قبائل نيام نيام العراة ويحكى فيها أنه عندما وصل إلى جنوب السودان شعر بحفاوة غير عادية من قبل أهل قبيلة نيام نيام الذين يقول عنهم"هناك عشت ثلاثة أشهر من أفضل أيام حياتي بين أبناء قبيلة "نم نم" أو "نيام نيام" التي يعيش أهلها عراة تماما إلا من ورقة توت.. استضافني زعيم القبيلة، وكان يجيد الإنجليزية لتعامله مع الاستعمار الإنجليزي، والغريب؛ بل الكارثة والفاجعة أنه كان متزوجا من خمسين سيدة يسكنون في خيام متجاورة، وعرض عليّ أن أتزوج أربعا من بناته، وعلى الفور أصابني الرعب من هذا المأزق ولم أستطع الخروج منه.. ماذا سأقول لزوجتي سامية في مصر "دي كانت تتجنن وتقتلني.."فضحك زعيم القبيلة عندما سمع مني هذا الكلام، وأكد لي أن الرجل عندهم لا يعمل وغير ملزم بالإنفاق على المنزل أو الزوجة؛ ولكن المرأة هي التي تقوم بالعمل والإنفاق عليه، وكانت دهشتي بالغة حين رأيت بعيني الرجل فى هذه القبيلة يقتصر دوره على الجلوس تحت شجرة ليدخن ويأكل ويشرب؛ بينما نساؤه يعملن لتوفير كل متطلباته، ولم يكن غريباً ما سمعته وشاهدته بأن المرأة هي التي تطلب من زوجها أن يتزوج عليها لكي تجد من يساعدها في العمل . "

وفى جزء آخر يحدثنا مصطفى محمود عن القبائل في الصحراء الكبرى والتى يصفها بأنها كانت الأصعب وخص بالذكر قبيلة الطوارق ، وفيها قابل أناساً يحفظون القرآن، وعندما يموتون يرفعون أصابعهم في إشارة إلى الله؛ ولكنهم رغم ذلك وثنيون . وعن أكثر غرائب هذه القبيلة يقول : " من غرائب هذه القبيلة أن الرجال فيها منقبون "ملثمون"، والنساء متبرجات، وهذا ما استوقفني كثيرا أفكر في الأمر؛ محاولا أن أجد تفسيرا منطقيا لما يفعلون، وسمعت الكثير، وكان ضمن ما سمعت أن الرجال دائما في الصحراء يسفون الرمال ولكن المرأة لاتخرج من بيتها؛ لكن اكتشفت أن ديانات هذه القبائل تعتبر الفم عورة لأنه مصدر خروج الخير والشر والرجال في الطوارق يفتخرون بأنهم ظلوا مع زوجاتهم طوال أربعين أو خمسين عاما ولم تر فمه أو تقول الزوجة : لقد عشت مع زوجي أربعين أو خمسين عاما ولم أر فمه . "

وعندما بحثت عن معلومات أكثر وجدت أن الطوارق مجتمع مسلم بالكامل، ويتبعون المذهب المالكي، لكن المرأة تحتل مكانة متقدمة في المجتمع، ويعرف عن نساء الطوارق أنهن حاسرات كاشفات عن رؤوسهن، بخلاف الرجال الذين تفرض عليهم العادات اللثام بشكل أقرب إلى النقاب ، وأعراف مجتمعهم التي تعود لجذور حضارة إنسانية موغلة في التاريخ تفرض على الرجل منذ بلوغه سن الثماني عشرة عدم كشف الوجه نهائيا طوال عمره ويعتبر كشفه لوجهه أو حتى سقوط اللثام دون قصد عن وجهه "فضيحة ما بعدها فضيحة" تُطيح بسمعة الرجل في القبيلة، فلا يرى منه سوى عينيه، حتى أثناء أكله أو شربه عليه ألا يكشف وجهه أمام الناس، فيأكل ويشرب من تحت اللثام ! بل حتى أثناء النوم عليه أن يبقي وجهه ملثما .

والمرأة هي سيدة المجتمع هناك ، فهي التي تختار زوجها وشريك حياتها لا هو من يختارها، وهي التي تملك عادة قطعان المواشي من إبل وماعز وضأن، وكل ما تملكه الأسرة، وإذا تزوجها الرجل فإن عليه أن يعيش معها حيث تشاء ويقبل بإرادتها، وحين يطلقها فإنما يغادر بما عليه من ثياب، أما الأبناء والمتاع والماشية لها هي لتبدأ به حياتها مع زوج جديد تختاره لنفسها .

ومن أعجب ما رأيت صورة إلتقطها المصور عمار عبد ربه لنساء الطوارق وهن يصورن بهواتفهن الجوالة مناطيد في الجو .

ما رأيك هل تفضل مجنمع الرجال فى نيام نيام أم مجتمع الرجال فى الطوارق ؟ 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes