رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ , رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

الخميس، 24 يناير 2013

مصر تتحدث عن نفسها

" يسقط حسنى مبارك " هتف بها المصريون عاليًا فى 25 يناير 2011 وعاودوها بهتاف " يسقط حكم العسكر" فى 25 يناير 2012، ووصل بهم المطاف إلى  شعار وهتاف " يسقط حكم المرشد " فى 25 يناير 2013.
ودليل إستمرار الثورة أنها بعد عامين من بدايتها ما زالت تنتقل جغرافيا من مكان إلى آخر وتتطور معها أماكن التظاهر والتجمعات والوقفات الاحتجاجية والاعتصام لرفع المطالب وتحقيقها ، فالمتابع للثورة منذ بدايتها وحتى الآن وبعد مرور عامين عليها يجد أن تطور أماكن التظاهر والتجمع مرتبط بالأحداث والمطالب وبالقائم على السلطة أيضا ، فالبداية كانت ضد الرئيس السابق مبارك بميدان التحرير ووصلت حتى قصر رئاسته فى الساعات الأخيرة قبل تنحيه ، ونفس السيناريو تكرر فى عهد المجلس العسكرى ، حيث وصلت الثورة إلى وزارة الدفاع مقر المجلس العسكرى ذاته ولم تمر فترة طويلة وتأكيدا لاستمرار الثورة وأنها مستمرة وصلت أخيرا إلى قصر الاتحادية فى عهد الرئيس محمد مرسى .
غير أنه ورغم اختلاف الخصوم ورغم إختلاف القابض على السلطة ، تظل التهمة التى
تطارد الثوار واحدة لا تتغير" إثارة البلبلة والفوضى من أجل تحقيق أغراض ضيقة ومصالح شخصية " . وعليه فمن مبارك إلى العسكر إلى الإخوان ما زالت الثورة مستمرة تواجه نفس القضايا وتحاول حسم ذات الأمور .
والشرطة التى ظلت " أداة النظام فى البطش والقمع " على مدار الأعوام الماضية قبل وبعد ثورة يناير، ظهرت عليها بعض بوادر الاستقلال عن النظام بعد تولى الإخوان مقاليد الحكم فى البلاد وظهررد فعل ضباط الشرطة على الحكم الإخوانى من خلال اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية السابق والذى فى عهده لم يتعرض ضباط الشرطة للمتظاهرين عند قصر الاتحادية ومن ناحية أخرى تصدى بقوة لحازم صلاح أبو إسماعيل وأنصاره عند محاولتهم الاقتراب من قسم الدقى ، وقد ثار  الضباط والأفراد بعد إقالته ، معللين أنها تمت لرفضه التعرض لمتظاهرى الاتحادية ووقفته فى وجه أبو إسماعيل . وظهر ذلك جليًّا فى ثورة ضباط الشرطة ضد أبو إسماعيل لإهانته لهم من خلال فيديو انتشرعلى مواقع التواصل الاجتماعى وأظهر ذلك أيضا رفض ضباط وأفراد الشرطة أخونة وزارة الداخلية .
ولذلك ليس من الغريب وقبل ذكرى 25 يناير أن يعلن عديد من ضباط الشرطة والأفراد أنهم لن يسهموا فى فض أى مظاهرات أو اعتصامات سلمية حتى لو جاءت الأوامر بذلك .
ووسط حالة من الترقب تبدأ غدا مظاهرات إستكمال ثورة 25 يناير التى دعت إليها القوى السياسية والوطنية فى الذكرى الثانية للثورة حسب الدعوة التى أطلقتها جبهة الإنقاذ الوطنى والعديد من القوى السياسية والوطنية والنقابات العمالية والمهنية ومظاهرات الغد تأتى فى سياق إستكمال مطالب ثورة 25 يناير التى لم تتحقق حتى الآن . مظاهرات غدا الجمعة التى تحمل شعار " لا لدولة الإخوان . الثورة مستمرة " من المتوقع أن تكون حاشدة وأن تعم كل أرجاء مصر، وهى المظاهرات السلمية التى تتقاطع مع حالة واضحة من الغضب الشعبى تجاه حكم الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين ، خصوصا مع بقاء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية متردية بشكل حاد وعدم شعور المواطن المصرى حتى الآن بتغيير حقيقى .
مصر تتحدث عن نفسها وتطالب بعيش وحرية وعدالة إجتماعية وكرامة إنسانية وليس بثلاثة أرغفة فى اليوم وكابون بنزين إسطوانة بوتاجاز.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes