رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ , رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

الأحد، 16 ديسمبر 2012

طوابير الرفض - 1 -

أمس كان يوم الرفض , خرج الشعب المصرى عن بكرة أبيه ليقف وقفة واحدة ضد المزورين وتجار الدين , خرج ليقولها , لا , غير موافق , على دستور يكبل الحريات ويمنح الحكم المطلق بلا رقيب ولا حسيب للإخوان الذين قال عنهم مرشدهم الأكبر ومنشئ الجماعة الشهيد حسن البنا وقبل وفاته أنهم ليسوا جماعة وليسوا مسلمين , ولقد أثبتت الأيام صدق قول حسن البنا بعد أن رأينا كيف تحولت الجماعة إلى وحش ضارى إستحل دماء المصريين وأعراضهم وحريتهم وأسفرت عن وجهها الحقيقى وأثيتت أنهم لا إخوان ولا مسلمين .
فوضى عارمة أمام لجنة مجمدة
خرجت فى صباح أمس , يوم الإستفتاء ووصلت اللجنة لأجد طوابير الرفض الطويلة التى إمتدت لمئات الأمتار , وقلت فى نفسى ليس مهما , فسرعان مايتحرك الطابور , وهو ما لم يحدث , وبعد دفائق زاد عدد الوافدين خلفى ليمتد الطابور أكثر وأكثر , ولكن الطابور يزيد ولا يتحرك , ومرت ربع ساعة ثم نصف ساعة , ولم أتحرك خطوة للأمام لا أنا ولا غيرى .
إرتبت فى الأمر وأعلنتها صراحة للواقفين أمامى وخلفى , أن هذا أمر غير طبيعى ولابد أنه أمر مدبر وأيدنى الكثيرون , وتركت مكانى فى الطابور لكى أعرف السبب وأتصرف تصرفا إيجابيا وعدت أتقدم على إمتداد الطابور لكى أصل إلى باب اللجنة , ووصلت إلى الباب وناديت فى الواقفين " هل يدخل أحد منكم ؟ " وكان الرد " لا " صحت بأعلى صوتى " من المسئول عن الأمن هنا ؟ " فتقدم منى نقيب من القوات البحرية قلت له " اللجنة واقفة ليه ؟ " قال مش واقفة , اللجنة شغالة . " وبعد جدل طويل طلب منى الدخول لأرى بنفسى , وأصطحبنى إلى مكان اللجنة الوحيدة التى خصصت لهؤلاء الألاف , وقال لى " هل ترى , اللجنة شغالة " قلت له " فين , اللجنة واقفة ومفيش حد بيدخل أو بيخرج " وعارضنى وعارضته فلا يمكن أن أكذب عيناى وأصدق الخداع البصرى الذى يحاول أن يقنعنى به .
مهزلة , تبينها الصورة المنشورة طابور من اليمين وطابور من الشمال وتجمع كثيف خارج الطابورين وآخرين يجلسون على دكك الطلبة , وكله أمام باب اللجنة التى لا أحد يدخلها ولا أحد يخرج منها كأن اللجنة قد جمدت بفعل فاعل ورجال الجيش من البحرية لا يفعلون شيئا ولا يتدخلون وعندما سألت أحدهم أين رجال الداخلية الذين لم أراهم بالخارج كما أعلنوا فقال لى لقد تركوا الحمل كله علينا ولم يحضر أحد , وقفت أتابع وأنا مذهول خروج السيدات المعاونات فى اللجنة وتلاها خروج القاضى أو الله أعلم ماهى وظيفته وأغلق الباب ووضع القفل عليه وصرخ به أحد الحضور غاضبا " على فين ياسيادة المستشار ؟ " فقال " رايح الحمام . " فاستحى المواطن الشريف وقال له " إتفضل إتفضل "
وعادوا بعد نصف ساعة لمواصلة مسلسل إذلال المواطنين عقابا لهم على مشاركتهم فى الإستفتاء وكأن لسان حالهم يقول " إقعدوا أنتو فى البيت وخلى عنكم , إحنا حانقوم بالواجب "
وتوالت بعدها مفاجآت هذا  اليوم المريب .  

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes