رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ , رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

الأربعاء، 16 يناير 2013

قطار العبيد وملحمة البدرشين


فى خامس حادثة قطار خلال سبعة أشهر هى عمر الرئيس مرسى , ناهيك عن حوادث الغرق والحريق وضحايا سيناء من أبنائنا الجنود الأبرياء , وبعد مرور أقل من شهرين على آخر كوارث القطارات والذي أودى بحياة 53 طفلا في أسيوط، , شهدت مدينة البدرشين (جنوب غربي القاهرة) كارثة إنسانية حينما وقع الحادث المروع في الساعات الأولي من صباح أمس عندما كان1360 شابا تتراوح أعمارهم بين18 و20 عاما يستقلون القطار وعدد عرباته 12 عربة من محافظة سوهاج في طريقهم الي القاهرة لاداء فترة التجنيد الالزمية لمدة ثلاث سنوات بمعسكرات الامن المركزي راح ضحيتها 19 قتيلا من جنود الأمن المركزي و117 مصابا إثر انفصال إحدى عربات القطار المخصص لنقلهم وراح ضحيته 19 قتيلا من جنود الأمن المركزي و117 مصابا عندما إنفصلت آخر عربتين عن القطار نتيجة السرعة وضعف المفصلة التي تربط العربة قبل الاخيرة بالعربة التي قبلها ، فانفصلت العربتان عن القطار واصطدمتا بقطار بضائع مركون منذ سنة في نفس المكان حسب أقوال الأهالي في المنطقة وتوقف باقي القطار على بعد اكتر من 3 كيلو وأدى هذا الإصطدام إلى قطع العربة قبل الأخيرة إلى نصفين , نصفها ما زال ملتحم بالقطار والنصف الاخر معلق بقطار البضاعة أما العربة الأخيرة فتقلبت عدة مرات قبل أن تستقرعلى جانب الطريق.
وبمجرد أن وصل الخبر بعد دقائق إلى مدينة البدرشين إنطلقت مآذن المساجد هناك بدعوة الناس إلى المساعدة والإنقاذ , وسارع الجميع بالخروج من بيوتهم يحملون البطاطين والأطعمة والمياه وكل مايمكن تقديمه لهؤلاء المنكوبين , قام الأهالى بإنقاذ الجرحى ونقل الضحايا وجمع أشلاء القتلى فى غياب تام لحكومة أُبتليت بها مصر بعد ثورة عطيمة تم إغتيالها وسرقنها عيانا بيانا من قبل جماعة لا هم لها إلا التمكن من السلطة على حساب شعب منكوب .


وأسرع أحد أصحاب محلات الفراشة بالمدينة بإحضار مولد كهربائى وكشاف ضخم للتغلب على الظلام الدامس لمساعدة الأهالي في عمليات الإنقاذ وأحضر الأهالى لودر خاص لرفع عربة القطار عن قطار البضاعة لإخراج الجثث والمصابين من تحتها وقام اللودر بإبعادها عن القضبان لتنزل على مسافة حوالي 5 متر في أرض زراعية مجاورة وكراسي القطار وقطع كثيرة منه متناثرة على القضبان ولم يحضر لودر الحكومة حتي انتهى كل شئ وقام الأهالى بنقل المصابين بعربات التوكتوك وعربات النصف نقل إلى المستشفيات فى ملحمة تظهر معدن هذا الشعب الأصيل الذى لا يستحق أبدا أن يسحق تحت حكم الإخوان ورئيسهم .
القطار كان يشبه قطارا للعبيد , الجنود مكدسين فوق بعضهم بطريقة غير آدمية وحسب أقوال المجندين كان عدد ركاب عربة القطار الواحدة  يتراوح بين 150 و 250 مجند  بدأت رحلتهم بضرب العساكر من المجندين القدامي لهم فيما سموه التشريفة بدون أي ذنب إرتكبوه حتى لقوا مصيرهم المحتوم , وتتساءل كيف يمكن لحكومة أن تعامل أبنائها بطريقة مهينة وتنقلهم فى عربات مكدسة فى قطار متهالك , وقال أحد شهود العيان من الجنود أن كرسى القطار كان يجلس عليه 6 أفراد من المجندين بدلاً من فردين ، وأن العساكر كانوا يعاملوهم بسوء وشدة ومنعوهم من دخول الحمام وشرب الشاى .
والغريب أن القطار تعطل أكثر من مرة في الطريق وقيل أنه تم إصلاحه في المنيا ليكمل الطريق ولايمكن تحميل السائق جرم ماحدث لأنه من رابع المستحيلات ومهما كذبوا علينا لا يمكن أن يسير القطار وهو على حالته هذه إلا بأوامر .
والمحصلة فى النهاية هى عشرات القتلي والمصابين ودماء ما زالت تجري على القضبان وإهمال طال كل شئ وفي كل مكان في الوطن المنكوب ومدافعين عن السلطان باعوا ضمائرهم من أجل منصب أو جاه ومواطن مهان في بلاده في كل مكان وخرج من دائرة إهتمام حكامه وأجندتهم ولكن إلى حين , فمدن مصر كلها ليست أقل من البدرشين , التى إنتفضت فى ملحمة تضامن وطنية تعلن سخطها ورفضها لمن باعوا البلد ومن فيها .
حسبنا الله ونعم الوكيل عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes