الحمد لله , مر اليوم بسلام

اصبح الخبر الجيد هذه الأيام هو أن اليوم قد مر بسلام بدون حوادث أو إنهيار عمارات أو حرائق أو غرق بواخر , كل هذه الكوارث التى تعلن عن إنهيار دولة لا يهتم رئيسها ولا تهتم حكومتها بأدنى أدنى إحتياجات الشعب , وكأن هذا ليس من واجباتها وصلب عملها حتى جعلت الوطن والمواطن فى آخر إهتماماتها هذا لو كانوا فى الحسبان أصلا .

لم تمر ساعات على حادث قطار البدرشين الذى راح ضحيته 19 من جنودنا وعدد كبير من المصابين حتى إنهارت عمارة المعمورة البلد فى الأسكندرية على رؤس سكانها وتقتل 28 منهم  بالإضافة إلى المصابين , ولم نكد نفيق من شعور الحسرة والألم التى 

 إجتاحت الأمة على تلك الحوادث التى تدل على الفساد والإهمال وبعد مرور ساعات حتى إلتهم قطار سيارة تاكسى على مزلقان أرض اللواء وحوله هو وركابه إلى حطام وأشلاء ليزداد الألم وتهيج مشاعر الناس وسخطهم وتعلو هتافاتهم بسقوط النظام الذى أضاف لمتاعب الناس بدلا من أن يخفف منها .

وكيف يخفف منها وهو مشغول بما هو أهم , مشغول بتمكين نفسه وسلطته وهيمنته على البلد الذى لم يصبح بلدا بل خرابة كبيرة يعانى فيها الجميع . السادة أصحاب البلد الجدد مشغولين بتفصيل قانون الإنتخابات البرلمانية على مقاس الجماعة , بالضبط كما تم تفصيل الدستور على مقاسهم , وكما فصلوا , زوروا ومرروا الدستور ليتمكنوا من فرض مجلس الشورى المنتخب من قبل 7% من تعداد مصر ليكون مجلس تشريعى ليمرر قانون الإنتخابات ويوافق على كل القوانين السيئة السمعة التى تخدم الإخوان ولا تخدم الوطن , ومنها قانون مشروع الصكوك الإسلامية الذى رفضه الأزهر وقال أن نص قانون الصكوك مطاط ويحتمل تفسيرات عديدة والمشروع يتيح لصاحب الصك الحصول على أصول ثابتة ملك للدولة كما أنه يتضمن مخاطر كبيرة تهدد سيادة الوطن ومن بينها انه يعطي الأجانب حق التملك في أرض مصر.ورفضه الشعب فلم تبالى حكومة قنديل المنفذة لأوامر الجماعة بكل هذا وأحالت القانون إلى مجلس الشورى لمناقشته وبالتالى إقراره ولتذهب مصر إلى الهاوية الحقيقية عندما تصبح أصولها الوطنية كلها عرضة للبيع للأجانب . وقال محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية أن مشروع الصكوك به عوار شديد حسب رأي علماء الأزهر وأضاف أن الازهر يطالب بان يكون مشروع الصكوك متوافق مع الشريعة ولكن هذا لم يحدث كما أوضح أن تمرير القانون رغم اعتراض الازهر مخالف للدستور.
فهل يهتم الرئيس مرسى , لايهتم , فهل تهتم حكومة الإخوان , لاتهتم , هل يهتم أى أحد منهم بمصير هذا الوطن , لا , الوحيد الذى يهتم هو الشعب , الشعب الذى وصل إلى حالة من الغضب والغليان والسخط هو الذى يهتم والذى سيتحول سخطه إلى غضبة عارمة تعلن أن الشعب لم يمت بعد , وأن الثورة مازالت حية , غضبه لم يعمل حسابها الجاهلون . ولم يعمل حسابها من قالوا " طظ " فى مصر .
ولم يعمل حسابها أيضا صلاح عبد المقصود وزير الإعلام الذى قال إن نظام الإخوان المسلمين الحاكم في مصر لن يسقط أو يرحل لأنه يستند إلى " قاعدة شعبية عريضة " ، وأن المصالحة الوطنية هي السبيل لاستقرار الوطن . واتهم عبد المقصود برامج التوك شو بأنها تسبب حالة إحباط في الشارع المصري ، مؤكدا أن مصر الآن تمر بأزمات عديدة فوق الأزمة الاقتصادية ، وأن استقرار الوطن من استقرار الإعلام ، داعيا إلى التفاؤل بالمستقبل .
أرأيت ؟ إنهم يعيشون فى كوكبهم , وليس فى كوكبنا على الأرض , يعيشون مع أنفسهم وليس معنا , يقولون ما لايفعلون وصدق الله العظيم عندما قال " كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ " .

مواضيع ذات صلة :

أقدام وأعتاب 

الرعب فى الشارع الخلفى 

ليست تحويشة العمر فقط 

Posted in: خبر ورأى