رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ , رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

الجمعة، 1 فبراير 2013

بين الدعوة والسلطة


كيف يمكن أن يقوم تحالف بين حزب النور السلفى وبين جبهة الإنقاذ وكيف يمكن أن نصدق الإثنان .
أليس حزب النور هو الذى كفر جبهة الإنقاذ ومؤيديها واطلق عليهم من الصفات ماأطلق من علمانية ومدنية وكفر وخراب , أليس حزب النور هو من شارك مشاركة فعالة فى صياغة الدستور المرفوض من كل قوى الشعب ودافع وأصر على مواد بعينها وشارك الإخوان فى كل خروج عن المألوف , أليس حزب النور مسئولا عن رجاله من شيوخ الفضائيات الذين إنهالوا بالسباب والتكفير واللعن على كل من ينتمى إلى التيار المدنى العلمانى الفاسق ؟ هل أدرك اليوم واليوم فقط أنهم كانوا على حق أم ؟
لا أحد ينكر أن فى كل المرات التى تعاون فيها حزب النور مع جماعة الإخوان خرج خاسرا وتم إقصاؤه وإستبعاده من أى مشاركة حقيقية فى السلطة ببساطة لأن الإخوان لا يقبلون حليفا لهم إلا أنفسهم , سكن الإخوان القصر الرئاسى والحكومة وتركوا الدور الهامشى المنفذ لأغراضهم للسلفيين كمكمل صورى للتعددية فى مجلس الشورى الذى إنتخبه 6% ممن لهم حق التصويت فى مصر والذى منح حق التشريع زورا وبهتانا وجورا من رئيس أخترق كل المعايير .
والآن بعد أن حصد الهواء وعانى مرارة الخديعة ممن كان يظن فيهم حلفاء التيار الدينى وبعد أن أيقن بسقوط الإخوان الوشيك والكراهية الرهيبة التى إكتسبها ورفض الشارع له بكل طوائفه , الآن يبحث حزب النور بعد إنقسامه عن شراكة جديدة تعيده إلى الأضواء مرة أخرى ولكن فى ثوب جديد , ثوب يمحو فيه أثر مشاركته للإخوان فى تعديهم على كل حقوق الأمة , ثوب يمحو به أثر التشدد الدينى الذى كان سمة ظاهرة من سماته فيتودد ويتحالف مع من كان يصفهم فى السابق بالعلمانيين والكفرة .
فهل هى صحوة ورجوع إلى الحق أم مناورة جديدة وهل يليق برجال الدين أن يناورا أو يلعبوا على حبال السيرك السياسى لكى يستحوذوا على نصيب من الثورة التى كثر الطامعين فيها حتى طرحوها أرضا وإنهالوا عليها بأنيابهم ؟ ما هذا التهافت على السلطة وإشتهائها إلى هذا الحد وهى التى حذر منها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والتى يدرك رجال الدين مخاطرها جيدا وهل نجح رجال الدعوة فى الإخوان عندما تولوا الحكم أم مارسوا طغيانا أشد من طغيان مبارك , هل نجحوا حتى يتبع السلفيين أثرهم أم أنهم يريدون أن يفقدوا الدعوة والسلطة معا كما فعل الإخوان .
والواضح أن الشارع له رأى آخر , الشارع الذى فقد الثقة فى الإخوان والسلفيين وحتى فى جبهة الإنقاذ نفسها , ولن تفلح كل محاولات التجميل من كل طرف لنفسه لكى تستعيد ثقة الشارع مرة أخرى .
إنتهى الدرس .  

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes