(
2 )
بهتت زوجته ووقع الأمر عليها كالصاعقة ,
وإرتمت على أقرب كرسى من كراسى البيت المتهالكة وفتحت فمها بصعوبة لتسأل
- وماذا قلت له ؟
- لم أرد عليه ولكنه أمهلنى للغد على أعود إليه
بالبشارة .
- بشارة تقصف عمره , هل جننت يارجل , كان
عليك أن ترفض فى وقتها .
سكت ولم يرد فصرخت فيه
قال مترددا
- ولكنه شيخنا وإمامنا ويجب علينا ......
- يجب عليك أنت وأمثالك والمساطيل مثلك , وهل
تولى أمور الإسلام شيخك هذا , ومن ولاه حتى يتحكم فى خلق الله هكذا .
صاح بحدة وفى مرارة
-
لاتتكلمى هكذا .
- سأتكلم وأتكلم ولن أسكت , عندما يطمع رجل
فى الستين فى فتاة دون التاسعة فهو رجل حقير
صرخ فيها
- إخرسى , لا تزيدى همى .
- هل هانت عليك إبنتك التى إنتظرناها طويلا
حتى تلقيها لهذا الذئب بيديك .
ضرب كفيه حائرا
- إنه شيخنا وعلينا السمع والطاعة .
- السمع والطاعة مقابل ماذا ؟ أن يرضى الله
عنا ؟ وهل كلفه الله بمنح ومنع رضاه ؟ أستغفر الله العظيم . من قال لك أن هذا
الرجل يعرف الله من أصله , ألا ترى أيها الرجل , ماذا جد عليك منذ أن عرفتهم وسرت
فى ركابهم , إنهم يريدون كل شئ لأنفسهم فقط
.
وصرخت فى قهر
- ماذا كسبت , هل أعطوك إيصالا برضا الله عنك
؟ بائعى الكلام والأوهام .
نظرت إلى زوجها بحدة وقالت بحزم
- ليس لدينا بنات للزواج , ولو لدينا , فلن
نزوجها له , إذهب وأخبره , الآن , وليس غدا .
وقف زوجها ينظر إليها زائغ النظرات ولم يوقظه
إلا طرقات على الباب .
0 التعليقات:
إرسال تعليق