المسلم يستغني في وصف الجنة بما ورد في الكتاب
والسنة الصحيحة بعيدا عن الأحاديث المغلوطة والموضوعة والمكذوبة والمصنوعة التى
تتناقلها بعض المنتديات التى تكثر بها الخرافات , وعن طول الجنة وعرضها ، فقد وصف
الله عز وجل عرض الجنة في القرآن الكريم فقال :
( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ
عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) آل عمران/133.
وقال عز وجل :
( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ
وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ
آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ
وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) الحديد/21.
يقول الإمام البغوي رحمه الله :
" ( عَرْضُهَا السَّمَاوَات وَالأرْضُ ) أي
: عرضها كعرض السموات والأرض ، كما قال في سورة الحديد : ( وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا
كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ) أي : سَعَتُها ، وإنما ذكر العرض على المبالغة
؛ لأن طول كل شيء في الأغلب أكثر من عرضه ، يقول : هذه صفة عَرْضِها فكيف طُولها !
قال الزهري : إنما وصف عرضها ، فأما طولُها فلا يعلمه إلا الله ، وهذا على التمثيل
، لا أنها كالسموات والأرض لا غير ، معناه : كعرض السموات السبع والأرضين السبع
عند ظنكم ، كقوله تعالى : ( خالدين فيها ما دامت السمواتُ والأرضُ ) سورة هود/107،
يعني : عند ظنكم ، وإلا فهما زائلتان ، وروي عن طارق بن شهاب أن ناسًا من اليهود
سألوا عمر بن الخطاب وعنده أصحابه رضي الله عنهم وقالوا : أرأيتم قوله : (
وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَات وَالأرْضُ ) فأين النار ؟ فقال عمر : أرأيتم إذا
جاء الليل أين يكون النهار ، وإذا جاء النهار أين يكون الليل ؟ فقالوا : إنه
لمثلها في التوراة . ومعناه أنه حيث يشاء الله " انتهى . معالم التنزيل " (2/104)
وإذا كان قد ورد في وصف شجرة من أشجار الجنة أنه
( يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِى ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لاَ يَقْطَعُهَا ) رواه البخاري
(3251) ومسلم (2826)، فكيف هو شأن الجنة نفسها إذن ؟!
وإذا كان ورد أيضا أن أدنى أهل الجنة منزلة له (
مِثْلُ الدُّنْيَا وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهَا ) رواه البخاري (6571) ومسلم (186)،
وهو فرد واحد ، فكيف تكون سعة الجنة لجميع أهلها ومن فيها إذن ؟! هذا يدلك على أن
الجنة من أعظم مخلوقات الله عز وجل .
وقد اتفق علماء المسلمين على حرمة الكذب على
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحرمة رواية الأحاديث المكذوبة ولو كان معناها
مقبولا ، فالكذب نفسه كبيرة من كبائر الذنوب ، فإذا كان كذبا على رسول الله صلى
الله عليه وسلم فهو أعظم إثما عند الله .
والله أعلم .
0 التعليقات:
إرسال تعليق