رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ , رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

السبت، 15 سبتمبر 2012

صلى الله عليك وسلم يا أشرف خلق الله




يجب علينا أن لا نجعل المقياس في الشدة واللين هو ما تمليه علينا أهواؤنا وأذواقنا، بل يجب أن نجعل المقياس هدي النبي صلي الله عليه وسلم وهدي أصحابه، والنبي صلي الله عليه وسلم رسم لنا هذا بقوله وبفعله وبحاله صلي الله عليه وسلم رسمه لنا رسمًا بيّنًا، فإذا دار الأمر بين أن أشدّد أو أيسّر، بمعنى أنني كنت في موقف حرج لا أدري الفائدة في الشدة أم الفائدة في التيسير والتسهيل ، فأيهما أسلك؟ أسلك طريق التيسير ؛ لأن النبي صلي الله عليه وسلم قال: « إن الدين يسر » ، ولما بعث معاذًا وأبا موسى الأشعري إلى اليمن قال: « يسرا ولا تعسرا ، وبشرا ولا تنفرا » ، ولما مرّ يهودي بالنبي صلي الله عليه وسلم فقال السّام عليك يا محمد - يريد الموت عليك ؛ لأن السام بمعنى الموت - وكان عند النبي صلي الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها فقالت : ( عليك السّام واللعنة ) فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام : « إن الله رفيق يحب الرفق ، وإن الله ليعطي بالرفق ما لا يعطي على العنف » ، فإذا أخذنا بهذا الحديث في الجملة الأخيرة منه: ( إن الله ليعطي بالرفق ما لا يعطي على العنف ) عرفنا أنه إذا دار الأمر بين أن أستعمل الشدة ، أو أستعمل السهولة كان الأولى أن أستعمل السهولة ثقة بقول الرسول عليه الصلاة والسلام: « إن الله ليعطي بالرفق ما لا يعطي على العنف » ، ومن أراد أن يفهم هذا الأمر فليجرب؛ لأنك إذا قابلت المدعو بالشدة اشمأز ونفر وقابلك بشدة مثلها ، إن كان عامّيًا قال: عندي علماء أعلم منك ، وإن كان طالب علم ذهب يجادلك ، حتى بالباطل الذي تراه مثل الشمس ، وهو يراه مثل الشمس ، ولكنه يأبى إلا أن ينتصر لنفسه ؛ لأنه لم يجد منك رفقًا ولينًا، ودعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة . والحق لا يخفى إلا على أحد رجلين : إما معرض وإما مستكبر ، أما من أقبل على الحق بإذعان وانقياد فإنه بلا شك سيوفق له .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes