رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ , رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

أكل عيش


لا حيلة له هذا المواطن المطحون الواقف بالساعات أمام مخبز العيش البلدى فى إنتظار الفرج والحصول على عدة أرغفة لا يهم شكلها ولا طعمها ولا وزنها , المهم هو الحصول عليها وسط الزحام والصراخ والشجار وجبروت أصحاب المخابز ومن يدور فى فلكهم .
يقف المواطن يتفرج على صاحب المخبز وعماله وهم يعطون الخبز للمتعاملون معه من أصحاب المطاعم وعربات الفول و أصحابهم وأحبائهم من داخل المخبز وعلى الواقفين فى الطابور عدم الإعتراض وإلا نالهم ما لايحبون , وعليه أيضا أن ينتظر البوابين , وما أدراك ما البوابون هم وزوجاتهم وأبنائهم يقفون ليحصلوا على الخبز بخمسة جنيهات أو أكثر بيما تقف أنت فى إنتظار دورك لتحصل على خبز بجنيه أو إثنين ولا يكتفوا بدور واحد بل عدة أدوار وفى كل مرة بخمسة جنيهات أو أكثر .
وبعض أصحاب المخابز يتعاون مع من يبيعون الخبز خارج المخبز ويفسح له مكانا بجواره يرص العيش على طاولة بما يتجاوز العشرة جنيهات ويخرج بها لكى يحل محله آخر حتى يعود الأول من تفريغ حمولته , ويذهب هذا الخبز إلى مناطق التكدس البشرية ليتم بيعه العشرة أرغفة بجنيه وأحيانا ثمانية أرغفة بجنيه ويتعامل معه جمهور العمال من الصنايعية والفواعلية وأحيانا ممن يريد أن يشترى نفسه من بهدلة الطابور فيسير على المثل " هين قرشك ولا تهين نفسك "
وأين الحل , لا حل , لأن الضمير غائب ولأن سرنجة الفساد والإستغلال والرشوة التى غرسها مبارك فى نفوس الكثير هى السائدة , فلن ينفع مفتش تموين لأنه ببساطه سوف يرتشى ويترك الحال على ماهو عليه ولن تنفع ضوابط لتوزيع العيش فوراء كل تنظيم مايفسد هذا التنظيم ببساطة لأن الضمير غائب ولأن طعم الفساد حلو , الفساد الذى يجعل كل مستغل يحلل فساده ويقنع نفسه أن هذه هى الطريقة المثلى لأكل العيش ولا ينسى هذا الفاسد المقتنع بتصرفاته أن يذهب إلى المسجد ليصلى وأن يستمع للدعاة من عينة عبد الله بدر وغنيم وغيرهم كثير ويقول مستحسنا الله على مايسمعه ولا يعرف أن مايفعله سيقوده إلى غضب الله وعقابه .
لا تتنظر حلولا سيدى المواطن المصرى الشريف المطحون والمنكوب بمن لا يعرف كيف يدير دفة البلاد , لا حل , لافى تحسين الرغيف ولا فى زيادة سعرة فالمصير معروف فقد تم تخريب الإنسان المصرى إلى درجة تحتاج وعيا وجهدا كبيرا لعلاجه وعلينا أيضا ألا نفقد الأمل ولكن علينا أن نكون إيجابيين لا أن نترك الحبل على الغارب ونمصمص شفاهنا ونقول " نصيب "  

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes