رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ , رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

الجمعة، 14 سبتمبر 2012

عهد الأنوثة




قصة قصيرة - عهد الأنوثة



" قلبى عندك ياحبيبى , يقدرك على ما بلاك , الحمد لله أنا أخدت الطريحة النهاردة , بس أهى مرة وتفوت , لكن إنت , الله يكون فى عونك  ".
كانت هذه كلماتى لنفسى بعد أن غادرت ماكينة الصرف الآلى خارج أحد البنوك , كان يوم أحد وقد إعتدت ألا أذهب إلى البنك فى هذا اليوم لأنه غالبا ما يكون مزدحما سواء فى المعاملات البنكية داخله أو أمام ماكينة الصرف خارجه ولكنى إحتياجى للمال فى ذلك اليوم دفعنى لأفعل مالا أحب وفعلا وجدت طابورا أمام الماكينة لرجال وسيدات كلّ فى جانب وكان أمامى أربعة رجال وأنا خامسهم أما السيدات فقد كان عددهم أكبر يتجاوز السبع سيدات , وأقول سيدات لأنه من الواضح تماما أنهن متزوجات وأحجامهن تدل على ذلك أو كما يقول العامة " مش ناسيه نفسها " مابين قصيرات ومتوسطات الطول كان آخرعهدهن بالأنوثة أيام الخطوبة والقليل من بداية الزواج بعدها .
قلت لنفسى الأمر هين وليس صعبا كما ظننت فسرعان ماينتهى الأربعة الذين أمامى وأربعة من السيدات وأصل للخزينة ولكن لأن الرياح تأتى بما لاتشتهى السفن طال وقوف الشخص الأول أمام الآلة وهو رجل رقيق الحال بسيط المظهر واللهندام متقدم العمر أشيب الشعر والذقن ووكان معه مرافق يساعده , وتقدمت للأمام لأستقصى سبب التاخير ووجدت أن الرجل يدخل البطاقة ويكتب البيانات وترفضها الآلة ومابين إدخال البطاقة ورفضها من قبل الماكينة عدة مرات حتى بدأ التبرم والزهق من جانب الجميع رجال ونساء , ولا أعفى نفسى طبعا , وصرخت فيه السيدة التى عليها الدور صرخة تبرم شديدة تدل على نفاذ مخزون الصبر لديها " كفايه , أدخل البنك وشوف البطاقة فيها إيه " وزيادة فى تخويف الرجل تطوعت السيدة التى خلفها تخوفه محذرة " كده الآلة حاتسحب منك البطاقه " ولم يجد الرجل ومرافقه بدا من الإنسحاب المتردد وخرج  مقهورا ولم يصرف مرتبه  .
المهم بعد إنصرافهما سارت الأمور على نحو طيب , رجل من هنا وسيدة من هناك فى إنسياب نسبى لعملية الصرف , وإذا بالرجل الذى لم يصرف مرتبه يعود مرة أخرى معلنا ان موظف البنك أخبره أن البطاقة سليمة وعليه إعادة المحاولة وأن ماجرى له ليس أكثر من ضغط زائد على السيستم فى ذلك اليوم وهذا ما أتضح فعلا من خلال من قاموا بالصرف فلم ينجح أحدهم فى الصرف من المرة الأولى إلا قليل , وكان دورى قد إقترب فقلت للرجل مطمئنا سوف أعاونك عندما يأتى دورى وكانت أول سيدة عليها الدور فى طابور النساء تقف متمللة وتنفخ من الضيق هى والسيدة التى خلفها , الإثنتان قصيرتان القامة , ممتلآت القوام , لا ممتلآت الجسد فالقوام قد إختفى بفعل سنوات الزواج وليس سنوات العمر , وتقدمت الأولى منتفخة نافخة تفوح منها خليط من روائح العطر والمكياج الخانق وتكشيرتها تزيدها قبحا ولكن الأدهى كان لسانها الحاد المرتفع الذى أطلقته علينا نحن الرجال عندما تقدمت لدورها وهى تشير بيدها لنا للتراجع " لو سمحتوا , إرجعوا ورا كده " ولما وجدت الدهشة على الوجوه صرخت " أنا ماعرفش أعمل حاجه وأنتم باصين لى كده " ثم وبلهجة آمرة " إرجعوا ورا " ورد عليها أحدهم معترضا ومندهشا " جرى إيه ياست , هو إنتى بتعملى إيه يعنى "  فردت عليه وعلينا بحدة " هو أنا مش بحط أرقام سرية , تقفوا لى كده إزاى وتبصوا علىّ " 
عاندها الجميع ومنهم أنا ولم يتحرك أحد فتقدمت لتصرف وهى تنفخ وأخذت من الوقت ماأخذت ولم يلومها أحد ومشت هى ورائحتها وزوابعها , وجاء دورى فطلبت من الرجل بطاقته لكى أدخلها أولا قبل بطاقتى مشفقا عليه فإذا بالسيدة الأخرى تنبهنى بحدة وبجدية وبتكشيرة مناسبة " لو صرفت له يبقى أخد دروك وأنا حاخد دورى بعده " فقلت لها " وماله ! " ووضعت بطاقة الرجل فى الآلة مرة وإثنتان وفى الثالثة مع تدخل السيدة نجحت المحاولة وخرج راتب الرجل وتلقفه منى سعيدا وشكرنا وقلت للسيدة " إتفضلى دورك " فأحست بالخجل وقالت " لأ . إتفضل " وضعت البطاقة وللمرة الأولى طلبت منى الماكينة إعادة المحاولة وما أن رأت السيدة هذا حتى بدأ النفخ وإظهار الضيق فقمت بسحب البطاقة وخرجت من الصف دون إعادة محاولة ولا غيره فقد بلغ الحد مداه .
عزيزى الزوج الذى خاطبته فى البداية , ربنا معاك . لم نتحمل نساؤكم لحظات وأنت ياسيدى تتحمل لسنوات فإن كن لايتجملن خارج المنزل , فهل يتجملن داخله ؟ يا بطل
أحمد سمك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes